في عام 1777 قرر اجتماع لمندوبي اثنتي عشرة مستعمرة بريطانية من أصل ثلاث عشرة مستعمرة انضمت إلى الحرب الثورية الأميركية «أن يتكون علم الولايات المتحدة من 13 شريطاً تتناوب بين اللونين الأحمر والأبيض، مع مستطيل أزرق يشار إليه على وجه التحديد باسم الاتحاد، يحمل 50 نجمة صغيرة بيضاء تمثل الولايات الخمسين للولايات المتحدة الأميركية» لم يذكر القرار أي شيء آخر. لم يتم تحديد كيفية ترتيب تلك النجوم والأشرطة بدقة.

في السنوات التي تلت ذلك، خضع العلم لـ 26 تعديلاً رسمياً، والعديد من التعديلات المجازية. في نهاية المطاف، سيتم وضع معيار موحد لها، وتنظيم ظلال ألوانها، وتوسيع مجال النجوم المتلألئ مع كل حالة جديدة. وسيتعهد الأطفال بالولاء له. وسيموت الجنود تحته. وسيحرقه المتظاهرون.

إذا رأيت الأحياء الأميركية الآن، فسترى أعلاماً ترمز لشعارات وحركات مختلفة، مثل «حياة السود مهمة» و«حياة الزُرق مهمة» (أي حياة الشرطة مهمة، وهي حركة مضادة في الولايات المتحدة، رداً على حركة حياة السود مهمة) وشعار «لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى»، وعلم جادسدن، وعلم الرابطة الوطنية للأسر، وحتى الأعلام التي تكرم الأفراد وتهاجمهم، نراها تتدلى من المنازل والجسور على الطرق السريعة، وتنتشر فوق الممرات الخشبية والقوارب، وتتحرك من بوابات الشاحنة باللونين الأحمر والأزرق. في بعض الأحيان تبدو وكأنها ترفرف في خطاب غاضب مع بعضها البعض، مما يجعل من الصعب العثور على ملجأ من الانقسامات السياسية الوطنية والعواطف التي تثيرها. يجدر بنا أن نتذكر، ونحن نحتفل بالذكرى 246 لتأسيس الجمهورية (قبل 4 أيام)، أن القصد من العلم الأميركي هو احتواء كل ذلك وأكثر.

إنه يؤكد الحق في التعبير عن مثل هذه الاختلافات، حتى وإن كان ينكر ملكية أي فصيل لنفسه. العلم هو العلم وهو يشمل الفكرة الأميركية بأكملها. وكما قال المناهض للعبودية، هنري وارد بيتشر، في عام 1861: «عندما يرى العقل المفكر علم الأمة، فإنه لا يرى العلم، بل يرى الأمة نفسها. ومهما كانت رموزها، وشاراتها، فإنه يقرأ بشكل رئيسي في العلم، الحكومة، والمبادئ، والحقائق، والتاريخ الذي تنتمي إلى الأمة التي تحددها.... إذا سألني أحدهم إذن عن معنى علمنا، فإنني أقول له إنه يعني تماماً ما قصده كونكورد وليكسينجتون، وما قصده بنكر هيل، إنه يعني الحرب الثورية المجيدة بأكملها، التي كانت، باختصار، انتفاضة شباب شجاع ضد طغيان قديم، لتأسيس العقيدة الأكثر أهمية التي عرفها العالم، أو عرفها منذ ذلك الحين - حق المواطنين في أنفسهم وحقهم في حرياتهم».

بالنسبة لعين المتشائم، نادراً ما يبدو المشروع المدني المتجسد في العلم أسوأ. فالانقسامات السياسية آخذة في الاتساع، يغذيها الغوغاء الذين يتحدثون بصيغة «نحن» و«هم»، والذين يرون انهياراً وطنياً في الانتخابات والسياسات التي لا تمضي في الطريق المرسوم لها.

في عام 1858، واجه أبراهام لينكولن نفسه جزئياً بمثل هذه المخاوف. وأشار إلى عدد الأميركيين الذين كانوا مهاجرين في ذلك الوقت، أو أولئك «الذين جاء أسلافهم إلى هنا واستقروا هنا، ووجدوا أنفسهم متساوين معنا في كل شيء». ما أسس لتلك الرؤية الراقية حول المساواة كان المبدأ العظيم لإعلان الاستقلال، الذي يحتفل به الأميركيون في الرابع من يوليو من كل عام: أن جميع البشر خلقوا متساوين.

«هذا هو الحبل الكهربائي في ذلك الإعلان الذي يربط قلوب الأشخاص الوطنيين والمحبين للحرية معاً، والذي سيربط تلك القلوب الوطنية طالما أن حب الحرية موجود في أذهان البشر في جميع أنحاء العالم». غالباً ما كانت الولايات المتحدة تفشل في الالتزام بمُثُل الإعلان. لكن لا أحد يستطيع أن يشك في نبل تطلعاتها. إن أميركا، كما قال ف. سكوت فيتزجيرالد، هي «رغبة من القلب». حتى في الأوقات العصيبة، وخاصة في الأوقات العصيبة، تستحضر اللافتة المتلألئة بالنجوم تلك الرغبة، وتمنح الأمل في أيام أفضل قادمة.

مايكل بلومبيرج *

*المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالطموح والحلول المناخية.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»